تمهيد
- acri-rights
- Nov 28
- 2 min read
Updated: Dec 3
منذ احتلال قطاع غزة سنة 1967وحتى الإنسحاب الإسرائيلي أحادي الجانب سنة 2005، حُكم القطاع بواسطة الحكم العسكري. بعد الإنسحاب، واصلت إسرائيل السيطرة على جوانب عديدة من حياة السكان، خاصة عن طريق المراقبة الوثيقة لدخول وخروج الناس والبضائع والوقود، وكذلك تزويد الخدمات. منذ أن أمسكت حماس بمقاليد الحكم في غزة سنة 2007، زادت إسرائيل من جهودها لعزل القطاع، بحيث ساهم ذلك بشكل كبير في حصول أزمة إنسانية مزمنة.
في 7 تشرين الأول أكتوبر سنة 2023، قادت حماس هجوماً مخططاً واسعاً على عشرات البلدات المدنية والقواعد العسكرية في إسرائيل، قتلت أكثر من ألف مواطن وجندي وجرحت أكثر من 3000، من خلال تنفيذ العديد من جرائم الحرب الموثقة، بما فيها خطف مدنيين – منهم الأطفال الصغار والأطفال الأكبر والنساء والمسنين – وخطف جنود إلى داخل قطاع غزة. ردت إسرائيل بهجوم عسكري كثيف أدى لحرب استمرت على مدى عامين، ترافقت بإصابات بالغة طالت السكان المدنيين وبخروقات سافرة للقانون الدولي مسببة الموت والدمار والجوع والقلّة بمستويات لا سابق لها، والتي سنأتي على ذكرها بهذا الفصل.
مع دخول اتفاق وقف القتال حيّز التنفيذ بتاريخ 10 تشرين الأول أكتوبر 2025، إنسحب الجيش الإسرائيلي إلى مساحة يبلغ حجمها حوالي 58% من مجمل أراضي القطاع، تم إطلاق سراح جميع المختطفين الإسرائيليين الأحياء وجرى تسليم بعض جثامين المختطفين القتلى الذين احتفظ بهم في القطاع. في المقابل، تم إطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين، نقل جثامين كانت إسرائيل تحتفظ بها، وزيادة كميات المساعدات الإنسانية والأغذية المسموح بدخولها إلى القطاع، بعد أن كان إدخالها شحيحاً على مدار أشهر طويلة. صحيح أن وقف القتال قد أوقف عمليات التدمير والقتل المباشرة إلاّ أن الضائقة الإنسانية ما زالت في أوجها، علماً أن إعادة إعمار القطاع – على أمل أن يتيح الإتفاق الهش ذلك – من المتوقع أن تستمر لسنوات عديدة.
من أجل إنهاء الحرب والتقدم نحو التشافي وإعادة الإعمار والهدوء في المنطقة، يتوجب على الأطراف إحترام الإتفاق والتزاماتهم بموجب القانون الدولي وكذلك الإمتناع عن المزيد من إلحاق الأذى بالمدنيين. من جانب إسرائيل، عليها أن تتيح فورياً إدخال المواد الغذائية والمساعدات بالكميات والوتيرة المطلوبة، إتاحة إجلاء آلاف المرضى والجرحى المحتاجين للعلاج الطبي خارج القطاع، خاصة إلى الضفة الغربية، فتح المعابر وتمكين مرور المدنيين والبضائع وعمّال المساعدات، إتاحة إعادة تأهيل البنى التحتية وإعادة الإعمار في القطاع، وكذلك الإنسحاب، عبر التنسيق الدولي المطلوب، من المناطق التي تسيطر عليها الآن. كما ويتوجب على إسرائيل التحقيق بشجاعة واستقامة فيما حصل خلال سنتي القتال، الإعتراف بجرائم الحرب وانتهاك القانون، ثم استخلاص العبر المطلوبة.

