حوض البلدة القديمة
- acri-rights
- Nov 24
- 2 min read
إن استخدام علم الآثار أداة لإنتهاك حقوق الفلسطينيين وللسيطرة على الحيّز والمواقع ومختلف الأملاك في شرقي القدس ليس أمراً جديداً، بل إنّه مستمر وآخذ بالتوسع. من بين الأمثلة العديدة يمكن أن نذكر إستمرار الحفريات الأثرية في مواقع مختلفة من حي سلوان (كمجمّع "كيدم" و"بريخات هشيلواح") الأمر الذي يمس روتين حياة السكان، وأيضاً إستمرار العمل على خطة إقامة التلفريك في البلدة القديمة ونقل المسؤولية لوزارة المواصلات، إستمرار تطوير مواقع سياحية في "غاي بن هينوم"، وفي مساحات استخدمتها قبل ذلك المجموعات السكانية الفلسطينية التي تعيش في الجوار. تزيد هذه الممارسات من زخم عمليات طويلة السنين تؤدي، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، معلن أو غير معلن، إلى طمس التراث متعدد الحضارات في القدس، وتساهم في تقديمها كمدينة ذات أهمية لليهود فقط، ملحقة الضرر في طابعها متعدد الحضارات وفي روتين حياة السكان شرق المدينة.
مسيرة الأعلام
كما في كل عام، وصل "الإستيلاء اليهودي" ذروته العنيفة في يوم القدس من شهر أيار مايو 2025، حيث أقيمت "مسيرة الأعلام" السنوية بتمويل من بلدية القدس. في إطار الفعالية، سارت جموع الفتية اليهود بشوارع البلدة القديمة، خاصة في الحي الإسلامي، وهم يهتفون بشعارات عنصرية، يعتدون على المارة وعلى أصحاب المحلات الفلسطينية بعنف، مخربين ممتلكاتهم، بينما لازمت غالبية السكان الفلسطينيين بيوتها. في ختام المسيرة، صعد آلاف اليهود إلى الحرم القدسي الشريف وصلّوا فيه، وذلك خلافاً للوضع الراهن. منذ دخول إيتمار بن غفير منصبه كوزير للأمن القومي، صعد إلى الحرم عدة مرات، وأحياناً برفقة أعضاء كنيست ووزراء آخرين، بينما يتفاخر بتغيير سياسة الشرطة، خلافاً لتصريح رئيس الحكومة بأنه لا تغيير في الوضع الراهن.
مقابل ذلك، دخول المسلمين إلى الحرم القدسي الشريف محدود منذ اندلاع الحرب. إذ يتم تفعيل مختلف التقييدات بشكل متقطع، وأحياناً يتم منع دخول المصلين دون تفسير، والمس بحرية العبادة وبالوضع الراهن.

