الإخفاء القسري ومنع الزيارات

لغاية أكتوبر2023، سمحت إسرائيل للصليب الأحمر بزيارة المعتقلين الفلسطينيين وقامت بتسليمه معلومات جارية، بما يتلاءم والتزاماتها وفق معاهدتي جنيف الثالثة والرابعة. مع بداية الحرب توقفت عن ذلك، خلافاً للقانون الدولي. رداً على الإلتماس المقدم بهذا الشأن من جمعية حقوق المواطن، أطباء لحقوق الإنسان، مركز الدفاع عن الفرد و"مسلك" في شباط فبراير 2024، أعلنت الدولة نيتها إنشاء آلية خارجية تستبدل الصليب الأحمر (مرة أخرى خلافاً لقواعد القضاء الدولي)، لكن ومما هو معلوم لم يتم إنشاء هكذا آلية.

حتى أن إسرائيل تمنع وبشكل جارف زيارات عائلات معتقلي الضفة الغربية وشرقي القدس المصنفين "أمنيين"، كما توقفت عن تحويل المعلومات أيضاً حول الفلسطينيين الذين سُجنوا داخل إسرائيل قبل اندلاع الحرب. 

في كل ما يتعلق بالسجناء الغزيين، توقف الرد عبر خط الطوارئ الذي كان القناة الوحيدة التي يمكن من خلالها محاولة العثور على معتقلين. العديد من الإلتماسات المقدمة إلى المحكمة العليا من قبل مركز الدفاع عن الفرد في محاولة للعثور على معتقلين، لقى الرفض بحجج إجرائية. فقط في نيسان أبريل 2024 وبعد نحو نصف سنة على اندلاع الحرب، تم تسليم عنوان بريد إلكتروني بغية التوجه والإستفسار، لكن فعلياً لم تكن هذه وسيلة ناجعة للعثور على الكثير من المعتقلين. في حالات عديدة، لا يؤكد الجيش على وجود الشخص في المعتقل حتى لو كان الإعتقال قد تم أمام أعين أفراد عائلته. وأحياناً، تمضي أشهر طويلة إلى حين تسليم المعلومات، إن حصل ذلك أصلاً. يثير هذا السلوك، الذي يشير إلى خلل في التوثيق، مخاوف جدية من أن يكون عدد الغزيين الذين ماتوا أثناء الإحتجاز أعلى من العدد الموثق حالياً. لتجسيد ذلك، منير وياسين الفقعاوي تم اعتقالهما أمام أعين عائلتيهما، إلاّ أن الجيش إدعى على مدار أشهر أنهما غير معتقلَين. فقط في أعقاب إلتماس بشأنهما، تكشّف أنهما توفيا داخل الإحتجاز، وعلى ما يبدو باستخدامهما كدروع بشرية. 

لقراءة المزيد:

مركز الدفاع عن الفرد – بعُرف المختفين: إختفاء السكان من قطاع غزة بعد احتجازهم لدى القوى الأمنية، تشرين الثاني نوفمبر 2024. الخط الساخن لمكتب المدعي العام العسكري الرئيسي

مركز الدفاع عن الفرد – الخط الساخن لمكتب المدعية العامة العسكرية الرئيسية: إختفاء المئات من الغزيين بعد أن كانوا محتجزين لدى الجيش؛ ينبغي إنشاء سجل منظم ومنهجي لعموم الغزيين المحتجزين لدى إسرائيل داخل قطاع غزة، تشرين الأول أكتوبر2025